Apr 12, 2007

القاهرة 2007 .. اسكندرية 2007

لم يكن من المتوقع أن أقابلها .. وخاصة ان يومى المزدحم لن يسمح بلقاء هادىء بين صديقتين قديمتين .. تتقابلا للمرة الأولى .. أمام الهناجر وقفت تنتظرنى .. تتحدث وكأنها تعرفنى منذ ألف عام ، شعرت أن حظى التعس قرر منحى لحظات من الحرية ، وانى لست وحدى للمرة الأولى فى حياتى .. تحدثت الفتاة لساعات .. تمنيت أن أقضى الليل أتكىء عليها نتجول فى الشارع الذى لا يعرفنا .. تمنيت لو أبوح لها بما وعدت نفسى أخيراً ألا أبوح به لأحد .. رأيت دموعى فى عيونها .. هذا الاختناق الذى يهاجم صوتها .... أعرفه

كانت المرة الأولى التى أزور فيها الاسكندرية ... ولا أطيقها ، رغم انها الان هادئة نوعاً ما ، مارس المفضل لى .. وأسوأ مارس أمر به على الاطلاق
تظهر هى بثوبها الأحمر .. بطبيعتها التى لا تهتم لشىء ، وصوتها الساخر .. أحسست أنى أسترد شيئاً ما بقوتها .. أحسست أنى هنا ونفسى معى .. فيروز تعود لى .. بعد شهور من القطيعة
ساعات من الضحك .. نسخر من كل شىء ، لم تتغير ولم أتغير .. بل تغير كل شىء وصار أكثر عرضة للسخرية ... وكالعادة تلفت النظر عندما تحتضنى وتتمايل وكأنها ترقص .. أتشبث بذراعيها وأحاول اخفاء دموعى .. فتنظر لى بثقة وتبتسم ... فيروز تعرفنى

تذكرت بعد أن تركتها .. انى لم احتضنها ، فقط تشبثت بذراعها وتملكنى الخوف .. كنت أريد اخبارها عنى .. من أكون ومن أين أتيت .. لم أردها أن تذهب دون أن تعلم انى لن أنساها .. أحسست اننا لن نتقابل مرة ثانية
امتلأ بيت الهرم بزكريات لم أعد احتملها .. فقررت قضاء الليلة عند ماما نوال ، فى المهندسين، بيتى الاخر .. المفضل .. مع سيدة عجوز.. شابة فى الستين .. بالفعل شابة أعشقها .. قررت السهر معى ، تحكى لى عن زكرياتها مع زوجها .. الذى قرر الزواج منها عندما راَها تعبر الشارع بثوبها الأصفر .. القصير ، تلمع عيناها عندما تتذكر أول مرة قال لها أنه يعشق ابتسامتها ، أول مرة حاول تقبيلها ، شعرت أنى أنا من تخطيت الستين
تمنيت أن أقابل الفتاة ثانية قبل عودتى الى صومعتى النائية .. ولكنى كنت أدرك مثالية العالم .. ولم أندهش لضياع الفرصة

ساعات على البحر .. والصمت يلازمنا للمرة الأولى .. نتذكر فى صمت اَخر لقاء لنا منذ عام .. وتمنينا ان نعود ولو ليوم واحد الى بيتنا القديم .. فى دار مدينة نصر بين الفتيات
نكات فيروز عن الرجال لا تقاوم .. ولن تسمعونها الا فى هذا المكان الذى تفضله فى بحرى .. حيث الفتيات يقابلن الشباب على مدار
اليوم .. ونحن عرضة لسماع أى رجل لنكتة ما .. تتبعها ضحكة مدوية ، فيروز مازالت تقول .. سحقاً للعالم

عدت الى غرفتى .. أقلب فى أوراقى القديمة .. واحتضن ما تبقى من كل شىء .. أحاول التوقف عن الانتظار .. وأعد نفسى بالأفضل .. وفى قلبى يدوى صوت صديقتى المختنق .. وضحكة فيروز ... الحزينة

6 comments:

Unknown said...

تبدو لى جميع وجوه هذا البوست مألوفة
رغم اني لم اقابل منها غير وجهين فقط

ورغم ذلك اليقين الداخلي
بانه لن يكون هناك لقاءا آخر

نظل على عاداتنا في ضرب المواعيد

فربما نتقابل صدفة
رغما عن القدر

أحبك

Anonymous said...

طريقتك حلوة اوى يايارا وبتعجبنى كتاباتك
بس والنبى اكتبى تانى عن الدار بقة
عشان خاطرى حاولى تكتبى اكيد هتلاقى حكاوى جديده كنت باحس انك بتتكلمى عن كل البنات لان احساسك عالى اوى
مستنية
احترامى وتحياتى
حنان

أجدع واحد في الشارع said...

يا جماعة بجد انتو لازم تشركوني حفله عيد ميلاد جينرمو معايا فى البلوج بتاعى انهاردة عيد ميلادها عشان انهاردة بجد اسعد يوم فى حياتى

Aladdin said...

خلي الباب دايماً مردود!

Ahmed Rashwan said...

لم أردها أن تذهب دون أن تعلم انى لن أنساها .. أحسست اننا لن نتقابل مرة ثانية
***
أشعر يا يارا أن الحديث عن فقد الأعزاء والأصدقاء أو بالأحرى الخوف من فقدهم هو الغالب على مشاعرنا
مش كده ؟؟

Maram Farid said...

kalamek 3an fairoz shawa2ny leeha w le ayam elhostel aktar w aktar .. love u ya at3am w alaz mozza w plzzz ektebi 3n elhostel w elsituations eli kona bn2abelha .. a7la ayam m3 ur unique words akeed hattla3 to7fa