Oct 18, 2007

لعنة

الثانية فجراً .. وصمت لم أعد أحتمله ، للمرة الأولى أحتقر ضعفى ولاأطيقه ... فيلم ممل ، ومطر متردد ... طقس لا أعرفه .. غرفتى لم تعد باردة ... رغم أنى أشعر برعشة ولا أرغب فى الاختباء ..
صديقتى التى لم أسمع صوتها منذ قرون .. لم تعد تعرفنى .. وكأن صوتى لا يميزنى ، بل أن اسمى لم يعد يميزنى .. بل هو وجهى .. لا أعلم .. لم أعد أرغب فى أى شىء .. ولا أريد الشجار مع أحد ، أغلقت الهاتف
صديقى الذى وعدنى بزيارته ولم يأت .. أفتقده !! صوتى بخير .. وانا بخير .. أسمع بكاءً فى صوتك .. لا شىء .. لا تغلقى هاتفك لأيام ... كن بخير .. كونى بخير .... أغلقت الهاتف
هاتفى اللعين .. يبقى لأيام كالجثة الهامده .. لا أحد .. لا شىء .. سوى فكرة .. وانتظار أحمق ... ثم تنهمر الأصوات كالمطر ، لم أعد أميز أصوات من يعرفون رقم هاتفى .. ولم أعد أذكر لمن أعطيت رقم الهاتف .. ولم وأين ؟؟
مغلق .. ميت .. أغنيه فقط .. أغنيه واحده كالصغار تذكرنى بك .. وتبدأ لعبة المساء .. كل شىء يتكاتف ضدى وكأنى أصبحت فجأة عدو لكل شىء .. لا سبب ، لاتصالى بك .. ولا سبب لتعلقى بك .. ولا سبب يجعلنى .. أتذكر ملامح وجهى
أشعر وكأنك تخاطب أحداً أخر ... او ربما يشترك أصدقاؤك فى الحديث ... لا شىء مهم .. ولا معنى مهم .. فلم تعد لحظاتى تهم .. ولم تعد كلماتك تهم .. فلا شىء مهم !!
الثالثة فجراً .. أصبحت غرفتى باردة .. ولكنى مازلت لاأذكر ملامح وجهى ... أغلقت الهاتف .. لم أعد أحتمل هذه اللحظة ، فبعد كل لقاء صامت .. بينى وبينى ... يخبرنى شىء ما ... أن هناك دوماً شيئاً ما مهم
لا أريد الشجار .. لا أريد الصمت .. ولا أريدك .. فلم يعد فهمك يعنينى .. ولم تعد مهارتك تستهوينى ، فافهم ما تريد .. وانظر لى كيفما تشاء
زحام .. فى رأسى .. ولا أحد .. لا أحد ... أفتقد صديقتى ، لم أعد أعرف حتى من أفتقد بالفعل !! ولم أعد أطيق الحديث المكرر السخيف .. سئمت الشوارع المزدحمة ، وسئمت محاربة الذكريات المؤلمة .. حتى السعيد منها .. سئمت ندرته ..
الرابعة فجراً ... فتحت الهاتف ... تنهمر الأصوات .. ولا شىء .. لا أحد .. لا أحد