May 24, 2006

...5

كنت اتمنى ان اشارك فى هذه التدبيسة الرائعة ، وانضم لمن ينقبون فى قلوبهم عما يتوج الحياة بقيمة ... ولكنى وبعد تفكير قررت ان استكمل ما بدأته .. لعلى أجد فيه معكم أبسط الأشياء التى كانت تبهج روحى ، وتملأنى حباً للحياة
القاهرة / شتاء 2002
الشتاء فى أى مكان يزيده دفئاً ، مدينة نصر لا ينقصها برد قارص ليزيدها وحشة وغربة ... وقفت أراقب حسين وهو يشعل ناراً امام غرفته .. رفض اى من اصدقائه مشاركته ليلة باردة ، لم أر شاباً واحداً خارج السور منذ الساعة السابعة
انتى فاكرة اياك ان الكروان بيسبح ربه ؟ ده ولد خبثة واعى ان المنطجة ماليانة غربان بيغيظهم بصوته الحلو
غربان فى منطقة عامرة بالبشر ؟ مدينة نصر تستمتع بانتزاع المرح
بعد رحيل ريم ، بقيت وحدى شهراً كاملاً ، رغم ذلك لم تخل غرفتى من الفتيات .. وحتى احارب وحدتى ، قررت ان ازيد حالتى سوءاً
أول اختبار حقيقى للخوف ، عندما انقطع التيار الكهربى عن الدار للمرة الأولى .. صرخات فى كل غرفة .. انتفض حسين وهو يتمتم ، دخل غرفته وخرج وهو يحمل كيساً اسود قائلاً ( ماتخافش ماتخافش.. الشمع معايا اها ) ! ! لم تمر ثوان حتى تجمعت فتيات الدور الاول فى غرفتى بدعوة منى .. عشرون فتاة فى شرفتى التى أضاءتها الشموع وكأنها حفلة عيد ميلاد ( تعرفو البصة فى وش الواد ابنى تنسينى الهم كله ، والبصة فى وش امه تركبنى هم جيش بحاله).. حسين كان دائم الحديث عن ابنه الذى ولد أبكماً ، وزوجته التى لا ترضى بالقليل
( انتى مستعجلة ليه ؟ حد يطول يجعد لحاله ؟ ماهى جاية زميلتك الجديدة جاية)
كان اكثر من عرفتهم خوفاً من الوحدة ، يضرب الأرض بفأسه وكأنه ينتقم منها ، رأيته ليلة جالساً امام غرفته ساكناً .. ثم قام فجأة وأمسك بفأسه وقطع فرع شجرة بأكمله .. ثم ترك الفأس وعاد الى مكانه ... كان صعب المراس ، وكنا نخشى ردة فعله هو على تأخرنا اكثر من خوفنا من مشرفة الدار ... وكأنه زوج لمائة وخمسين فتاة ،ولكنه رغم ذلك كان طيب القلب ، ينكر تأخر الفتيات حتى لا يأذيهن او يتسبب فى طردهن ، يعشق نجاة ويهوى الأغانى النوبية القديمة .. فترجوه الفتيات ان يترجم لهن الأغانى فيقف بكبرياء وكأنه يغنى شعره الخاص
رغم استمتاعى بانقطاع التيار وتجمع الفتيات عندى فى الغرفة .. الا ان الخوف من الظلام لازمنى طوال سنواتى فى الدار ، كنت ارتعب عندما ينقطع التيار وتصرخ الفتيات فى كل مرة ... حسين كان يعلم الخوف ويدرك معنى الوحدة ، ولذلك قضيت معظم وقتى طوال الشهر اتحدث مع حسين من شرفتى ... وعندما ينقطع التيار ، كنت اعلم انه سيهرع ليحضر الشموع قائلاًَ ماتخافش ماتخافش ! ! !



9 comments:

Sekhmet said...

انتى مش ممكن يا يارا
بجد مش ممكن
جميل
كل الوصف و البنات و حوديتهم جميل اوى انا قريت الحكاوى من الاول لانى كنت مستخبة فترة
بس قشطة يا بنوته كملى

حدوته مصرية said...

بلوجرك كله جميل يا يارا وانا قريته كله من الاول برضه

Anonymous said...

يعنى انا اطلب منك انك تتكلمى عن اسباب حب الحياة
تقومى تحكى عن حسين الوحدانى و انقطاع التيار الكهربى و الضلمة و الوحدة؟
اقول ايه بس
حسبى الله و نعم الوكيل

عوليس said...
This comment has been removed by a blog administrator.
Ahmed Rashwan said...

هي دي المفاجأة ؟؟ ماشي يا يارا
بس حسين يغفرلك

غادة الكاميليا said...
This comment has been removed by a blog administrator.
Unknown said...

حبيت كل الناس اللى كتبنى عنهم ... شخصياتك جميلة اوى وانتى جميلة اوى واى ... كل مرة لما البوست يخلص احس ان الناس اللى انتى كاتبه عنهم وحشونى اوى ونفسى تكتبى عنهم تانى :))

أبوشنب said...

حلو


رغم الضلمة

Unknown said...

حواديتك بتاخدنى معاكي
وكأني زميلتك في نفس الاوضة