Jul 13, 2007

فقدان .. من نوع اَخر


أصبح كل شىء محتمل على نحو أفضل ..
وكأن اللحن لم يفارق مخيلتى طوال الرحلة ، أشتاق اليك ، أحتاج أن أرتمى بضعفى الأنثوى فى أحضانك ..
كتبت هذه الكلمات ونظرت اليها بتأمل .. سخرت من طريقة كتابتها العقيمة .. مزقت الورقة دون تردد ... لحظات من الصمت ، تحاول ان تتذكر أول النغمة .. وقالت وهى تقذف بالكمان .. برضة شادد حيلك ؟ والا انا اللى باهزر؟
جلست على الأرض .. تنهدت تنهيده عميقة وكأنها تتنفس للمرة الأولى فى اَخر اليوم ، صرخة مدوية تأتى من غرفة مظلمة فى اَخر الرواق .. تتبعها لا اله الا انت سبحانك انى كنت من الظالمين ، تسابيح وأدعية وتمتمة لم تميزها .. ثم عاد الصمت
تبعثر كل شىء .. وسقط الكوب الساخن على سجاد والدتها الفاخر .... هرعت لتنظيفه بينما يفاجئها صوت منير الدافىء ، ينبعث من هاتفها ... يا غزال وشارد من الجنة .. من اد ايه وانا باتمنى .. يافرح ليلة ولا استنى
ماذا يريد .. رغم انها تأكدت أن قلبها لن يتبعه ، أجابت على الهاتف بلهفة تعودتها ، أنهت هى كل شىء فى المرة الثانية بعد أن أراد العودة ... لم يعد هناك من يستحق العناء ... هى فقط استحقت العناء
صرخة اخرى ... وضعت يدها على أذنيها وتقوقعت فى ركن مظلم .. ترفض الصوت الذى يقتحم أذنيها ويفرض نفسه ... تهرع الى النافذة وتفتحها بعنف ... رفعت عينها الى السماء وقالت بصوت يتخلله بكاء ... كفاية ، كفاية ولو للحظة كفاية
دوماً تقف عند النافذة وتغنى لنفسها .. وكأنها داخل فيلم غنائى .. تحلم بقدرتها على الحلم مرة ثانية .. وتتذكر كلمات حبيبها الذى لن تعرف له أرض ... لا تدرى لما هاجمتها ذكرى هذا الفجر .. عندما خرجت ليلاً الى البحر .. تحتضنه وكأنها تطلب غفرانه وترجو العودة .. عندما ألقت بجسدها النحيف على الشاطىء .. حتى انها لم تشعر بالصيادين وهم يقتربون بصراخهم ... كانت طفلة .. وقلبها كان حراً
كتاب قررت قراءته ثانية منذ أسابيع ، وكل يوم تقرأ صفحتين .... قصة موت معلن لماركيز ...تسجيلات قديمة لمقطوعات بسيطة .. سجلها لها والدها عندما كانت طفلة لم تتعد الثامنة
فكرة اشتياقها تركت لها مساحة صغيرة فى عقلها .. حتى تستطيع تمييز صوت الكمان المتقطع
كوب اَخر .. والليلة الرابعة دون أن يغفل لها جفن .. ولكن الوضع أصبح محتملاً على نحو أفضل ... وذكرى هذا الفجر على الشاطىء .. تؤنسها