Apr 24, 2007

وهذا أيضاً لا يعنى شيئاً

ما الذى يدور فى عقل امرأة ويدفعها للرحيل ؟ هل هو اليأس ؟ أم أن شغفها يختفى فلا تشعر بالمكان ؟.. وتفقد ارتباطها بالأشياء .. لم يكن سهلاً أن ترحل امرأة .. تحمل حقيبتها الفارغة ، تترك أشياءها ، ولا تلتفت وراءها ، ترحل ... فقط ترحل
ليس عشقاً فى الترحال ، لم ولن يكون من شيم المرأة أن تعشق الترحال .. فعشق الرجال للرحيل دوماً ما ساوم المرأة .. دوماً يحطمها ، رحيله يمزق داخلها فلا يترك لها وقتاً للحزن .. تتشتت كالحطام ، وترسم على معالم وجهها لوناً لا تعرفه .. ما الذى يدور فى عقل امرأة ويدفعها للرحيل ؟؟؟؟؟
يقال ان الرحيل يغسل قلبها من جروحه .. يبعثر ذكرياتها .. فتتوهم الانتصار وتلتقط انفاسها ، يقال انه قد أصابتها لعنة منذ سنين .. عندما تترك مكان يأخذ جزء من قلبها .. فلا تستطيع الرحيل .. ولا تستطيع العودة
ما الذى يدور فى عقلها عندما تقرر الرحيل فجأة دون سابق انذار .. تمسك حجرأ وتقذف به على زجاج بيتها فتحطمه .. تشعل ناراً فى حديقتها .. تبصق على كل من أدعى التواصل .. تحتضن الوحده وتأنس بها ، تختنق بدموعها وتتشبث بالقوة .... هل يؤثر رحيل رجل فى امرأة لدرجة أن يجعلها تختبر رحيله ؟ تكفر بالانتظار ولا تعبأ بالمكان ؟ تحمل أحلامها البالية وتنتظر قطاراً لا تعرف وجهته ؟
يقال ان المرأة هى الجزء الناقص فى عقل رجل .. هى قلة حيلته وضعفه الذى لا يطيقه ويحتاجه .. هى من تتشبث بردائه عند الرحيل .. هذا أيضاً لا يعنى شيئاً !!! لماذا ترحل امرأة بعد ايماناً قوياً راسخاً بأن انتظارها سيجنى ثماره قريباً .. لماذا تضرب بعرض الحائط كل ما اَمنت به يوماً .. لماذا تصمت امرأة .. لماذا تبكى امرأة .. لماذا تحلم امرأة بينما رحيلها لا يعبأ بالاحلام؟
تشعر بالاشىء .. ولا يؤثر فيها بكاء طفل صغير .. ركن هادىء ينتظر قدوم ما يلهيها عن التفكير ، تحاول التشبث ببعض الصحبة فلا تجد غير .. اللاشىء
تسب وتبصق وتلعن .. تصرخ .. وتضرب الأرض بقدميها ، فلا يرتد صداها ... ما الذى يدفع امرأة عادية .. عادية لدرجة الملل .. لم يعد لديها من الاستثناء سوى قلبها الذى تترك جزء منه فى كل مكان تحط به .. أن ترحل .. وان تنسى النظر فى المراة .. وأن تمزق صورها القديمة .. وان تتجرد من ملابسها الممتلئة برائحتها .. وان تألف رائحة جديدة .. وان تغلق بابها وراءها بثقة ؟
ما الذى يدور فى عقل امرأة ... ويدفعها للرحيل ؟؟

Apr 12, 2007

القاهرة 2007 .. اسكندرية 2007

لم يكن من المتوقع أن أقابلها .. وخاصة ان يومى المزدحم لن يسمح بلقاء هادىء بين صديقتين قديمتين .. تتقابلا للمرة الأولى .. أمام الهناجر وقفت تنتظرنى .. تتحدث وكأنها تعرفنى منذ ألف عام ، شعرت أن حظى التعس قرر منحى لحظات من الحرية ، وانى لست وحدى للمرة الأولى فى حياتى .. تحدثت الفتاة لساعات .. تمنيت أن أقضى الليل أتكىء عليها نتجول فى الشارع الذى لا يعرفنا .. تمنيت لو أبوح لها بما وعدت نفسى أخيراً ألا أبوح به لأحد .. رأيت دموعى فى عيونها .. هذا الاختناق الذى يهاجم صوتها .... أعرفه

كانت المرة الأولى التى أزور فيها الاسكندرية ... ولا أطيقها ، رغم انها الان هادئة نوعاً ما ، مارس المفضل لى .. وأسوأ مارس أمر به على الاطلاق
تظهر هى بثوبها الأحمر .. بطبيعتها التى لا تهتم لشىء ، وصوتها الساخر .. أحسست أنى أسترد شيئاً ما بقوتها .. أحسست أنى هنا ونفسى معى .. فيروز تعود لى .. بعد شهور من القطيعة
ساعات من الضحك .. نسخر من كل شىء ، لم تتغير ولم أتغير .. بل تغير كل شىء وصار أكثر عرضة للسخرية ... وكالعادة تلفت النظر عندما تحتضنى وتتمايل وكأنها ترقص .. أتشبث بذراعيها وأحاول اخفاء دموعى .. فتنظر لى بثقة وتبتسم ... فيروز تعرفنى

تذكرت بعد أن تركتها .. انى لم احتضنها ، فقط تشبثت بذراعها وتملكنى الخوف .. كنت أريد اخبارها عنى .. من أكون ومن أين أتيت .. لم أردها أن تذهب دون أن تعلم انى لن أنساها .. أحسست اننا لن نتقابل مرة ثانية
امتلأ بيت الهرم بزكريات لم أعد احتملها .. فقررت قضاء الليلة عند ماما نوال ، فى المهندسين، بيتى الاخر .. المفضل .. مع سيدة عجوز.. شابة فى الستين .. بالفعل شابة أعشقها .. قررت السهر معى ، تحكى لى عن زكرياتها مع زوجها .. الذى قرر الزواج منها عندما راَها تعبر الشارع بثوبها الأصفر .. القصير ، تلمع عيناها عندما تتذكر أول مرة قال لها أنه يعشق ابتسامتها ، أول مرة حاول تقبيلها ، شعرت أنى أنا من تخطيت الستين
تمنيت أن أقابل الفتاة ثانية قبل عودتى الى صومعتى النائية .. ولكنى كنت أدرك مثالية العالم .. ولم أندهش لضياع الفرصة

ساعات على البحر .. والصمت يلازمنا للمرة الأولى .. نتذكر فى صمت اَخر لقاء لنا منذ عام .. وتمنينا ان نعود ولو ليوم واحد الى بيتنا القديم .. فى دار مدينة نصر بين الفتيات
نكات فيروز عن الرجال لا تقاوم .. ولن تسمعونها الا فى هذا المكان الذى تفضله فى بحرى .. حيث الفتيات يقابلن الشباب على مدار
اليوم .. ونحن عرضة لسماع أى رجل لنكتة ما .. تتبعها ضحكة مدوية ، فيروز مازالت تقول .. سحقاً للعالم

عدت الى غرفتى .. أقلب فى أوراقى القديمة .. واحتضن ما تبقى من كل شىء .. أحاول التوقف عن الانتظار .. وأعد نفسى بالأفضل .. وفى قلبى يدوى صوت صديقتى المختنق .. وضحكة فيروز ... الحزينة

Apr 5, 2007

...

الرابعة صباحاً ... شاى بالكراميل ؟ الاَن ... لم يغمض لها جفن منذ ثلاثة أيام .... تجلس على أرضية غرفتها الضيقة وترجع رأسها الى الوراء ، تقلب فى القنوات كعادتها أملاً فى اضفاء بعض الحياة على نهاية يومها البائس .. فيلم لستيف ماكوين يبدأ الاَن ، تعشقه منذ ان كانت تشاهد أفلامه مع أبيها .. هو أيضاً كا يشاهد أفلامه المفضله بالصدفة ، ودوماً .. فى بدايتها
لم تشهد شتاءً بهذا الجفاء .. حتى الشتاء بخيلاً .. أصبح الخريف أكثر وضوحاً
هاتفها الخلوى لم يرن منذ أسابيع .. لم يرن عن حق منذ سنين .. تنظر اليه بدهشة وتبتسم .... تقرر اغلاقه
ظهر ستيف ماكوين .. تعشق هذا المشهد عندما يشعل السيجارة ويرفع رأسه .. عين يملؤها التحدى ... تضع يدها على وجهها وتبتسم .. ترشف الشاى الذى أصبح ثليجاً .. لا شىء كامل على أى حال
أول غنوة .. ان لم يكن دوراناً فلتسميه رقصاً .. ترغب فى الرقص الان أكثر من اى وقت مضى .. وان بحثت عن الغنوة ، فلن تجدها .. ستيف ماكوين يفكر فى الهرب
الو
انا يارا
ازيك؟
بتعملى ايه؟
باقرا كتاب
انيس منصور ها؟
فيه غيره؟ وانتى؟
بادور على غنوة بنت حرام ومش لاقياها
ومش هتلاقيها
اه مانا عارفة .. نتقابل بكرة؟
بالليل بقة
باى
باخر الليل كونك انت بقيت .. بتحبنى بتقول او يمكن .. يمكن ما بتحبنى
تلتقط هاتفها وتنظر الى الأسماء .. أرقام محتجزة داخل هاتف معلق بين الماضى والمستقبل .. ابتسامة هذا الرجل رائعة .. ستيف ماكوين يحاول الهرب

الو
انا يارا
ازيك؟
بتعمل ايه؟
بحاول انام .. عاوزة ايه؟
عندك شريط فيروز فى بيت الدين ؟
اه .. اى غنوة ؟
اول غنوة .. سمعنى المزيكا
اصلى لسة هاقوم افتح الجهاز .. طب ما نتقابل بكرة
اوكيه .. باى

الرابعة والنصف .. كوب اخر ، ساخن ونكهته أقوى ، تملؤها بقايا عطر قديم .. يقطع داخلها إرباً ... الموسيقى هى الشتاء الوحيد الذى لا يبخل أبداً .. تقترب الكاميرا من وجه ستيف ماكوين وتلمع عيناه السماء ..
ما بعرف كيف بتحب وما بتعرف اذا عم بتحب
ما بعرف كيف بتحس وما بتعرف شو عم بتحس
ستيف ماكوين يفشل فى الهرب

الو
انا يارا
ازيك؟
بتعملى ايه؟
دلوقتى ؟ بحاول اعرف ليه بتتصلى بيا الساعة 5 الفجر يابنت القلقانة
عندك شريط فيروز فى بيت الدين ؟
اه .. فى العربية
طب انزلى هاتيه .. اول غنوة .. سمعينى المزيكا
اه اوى .. لحظة اقول لابويا انى هانزل اوصل الراجل اللى كان معايا .. انتى هبلة يابت ، انتى فكرانى فى كباريه
خلاص
يبقى عندك بكرة
اوكيه .. باى
حبنى بس .. حبنى .. حبنى بس .. حبنى
يلعب بالكرة كرجل حر ... ومازال يفكر فى الهرب .. وعيناه يملؤها التحدى
اخر كوب .. ومازالت النكهه تبعثر ما تبقى منها .. حقيبتها بنية اللون .. جميع حقائبها بنية اللون .. الخامسة صباحاً ، لن تضطر لمقاومة النوم .. تنظر الى هاتفها وتبتسم ..
لن تعثر على الغنوة مهما حاولت .. مازالت تبحث .. فيلماً لكيفين سبايسى يبدأ الاَن