Jul 25, 2006

...9

القاهرة 2003 / 2006
شرفتى ، رائحة الفل ، الشجرة العارية .. والحائط المرصع بكلمات الزكرى .. فيروز تداعب ، وفيروز تغنى
كوبان من الكاكاو الساخن ، مع الأغنية المفضلة .. تمسك نص المسرحية فى يدها وتنتقد تمثيلى وكأنها المخرج .. أسخر من نطقها الركيك الرقيق ، فتفتح دولاب الملابس وتمارس لعبتها المفضلة ، وبعد لحظات من الضحك تصبح كل ملابسى ملقاة على الأرض
فيروز تهدأ عندما تعبث فى أوراقى .. اعتادت ان تجد اسمه يزين كل ورقة ، هذه المرة وجدت اسم اخر يتكرر رغم انفى .. كنت احكى عنه وكأننى وجدت نصفى الاخر ، ولكنها لم تكن تهتم

عمى عماد خلف سبع ولاد ، مات واحد بقى كام
عمى عماد خلف ست ولاد مات واحد بقى كام
عمى عماد خلف خمس ولاد مات واحد بقى كام
لعبة قديمة اعتدنا ان نلعبها فى المدرسة لكى نحفظ الأرقام !! سمعتها البارحة فى طريق عودتى للمنزل من طفلين فى الأتوبيس المكتظ بالبشر ، وسألت نفسى ( ياترى ولاد عم عماد بقوا كام؟
لبنان وسوريا وبعدين مصر .. طب ياريت ياخدو مصر
ياعم حرام عليك احنا ناقصين
ماحنا كده كده فى احتلال
نقاش مللت سماعه .... لن أركب الاتوبيس بعد الان

عندما تم الغاء النشاط المسرحى للجامعة اصابنى اكتئاب شديد ، وقتها بدأ الامريكان فى ضرب العراق ، كتب لى احد الأصدقاء من أسوان يقول .. هم السابقون ونحن اللاحقون ، وعندما حطم العراقيون تمثال صدام حسين قال لى ابى ساخراً ( بكرة يضربوهم بالجزمة وهايقولوا يوم من ايامك يا صدام
نصبح جميعاً حكماء عندما ينقص ولد من أولاد عم عماد .. وكأننا ننتظر حديث الساعة حتى يخرجنا من حالة الصمت التى تهاجمنا كل يوم

أيام قليلة مرت علينا أعوام ، أكره وقت الاختبارات .. يتحول الدار الى معسكر لا يتقابل أعضاؤه الا نادراً .. يصمت كل شىء .. ويبدأ قلبى فى العمل
يقال انهم يفكرون فى قطع الشجرة التى تقابل شرفتى .. أصابنى حزن شديد عندما تحقق خوفى ، لم اكن أعلم انها كانت تعكر صفو أحد غيرى ... أشتاق اليها فى بعض الأحيان عندما تصطدم عينى بتل القمامة الذى احتل مكانها بكل وقاحة .. أصابنى الجنون لرحيلها فترة لدرجة انى كنت أقف بملابس الصيف دون الاهتمام بأحد
عندما انقطع التيار ، وجدنا وسيلة جديدة لتؤنس وحدتنا .. شمعتان قاربتا على الانتهاء .. كتب على كل واحدة اسم من نحب ، وكأننا نستدعى كل منهم حتى يؤنس وحدتنا .. طريقة ساذجة وبسيطة .. وبالطبع من اختراع فيروز

بقى هاتفى صامتاً لثلاثة أيام ، واليوم فاجأتنى برسالة منها ( فاكرة الشجرة ؟ فاكرة الشمعة ؟ وفاكرة حسين لما كان بيقول يابجرة ؟ فاكرة ؟ طب يا بجرة وحشتينى

لم أتوقف عن ركوب الاتوبيس ..
لبنان وسوريا وبعدين مصر
طب ياريت ياخدوا مصر
ياعم حرام عليك احنا ناقصين
ماحنا كده كده ............. فى احتلال